الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة "زلازل متعدّدة"... ما سرّ ما يحدث للبطلة أنس جابر؟؟

نشر في  06 سبتمبر 2023  (10:18)

في زلزال رياضي صغير في مسيرتها لكنه لم يكن الأكبر على اعتبار أنّ وجع خسارتها بطولة ويمبلدون للتنس لهذه السنة كان الزلزال الأكبر وصّفته بالأكثر ألما لها، لم تنجح البطلة التونسية المصنفة الخامسة عالميا أنس جابر من التأهل إلى ربع نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للتنس والإلتحاق بركب صديقتها المقرّبة المصنفة الأولى عالميا سابالنكا...

وفي لقاء جمعها مساء الاثنين باللاعبة الصينية المصنفة 23 عالميا  تشيونين تشينغ في إطار ثمن نهائي بطولة أمريكا المفتوحة، ترنّحت انس وترنّحنا جميعا ونحن نشاهد هبوط مستواها البدني والذهني خلال المباراة التي انتهت بفوز الصينية بمجموعتين دون ردّ وهو فوز أهدته لها أنس بفضل أخطائها المباشرة المتعدّدة التي ساهمت في تعميق الهوّة بينها وبين منافستها التي استطاعت في البداية كسب المجموعة الأولى في 36 دقيقة دون أي مقاومة تذكر من جابر..

ورغم أنّ البطلة أنس جابر مرت بمواقف مشابهة  في هذه البطولة خاصة أنّها كانت تعاني من الإرهاق بسبب مرض ألمّ بها، إلّا أنّها كانت في المرات السابقة في وضعية المحاربة التي تنهض من جديد لتقلب الطاولة على منافساتها بفضل نجاحها خاصة في كسب المجموعة الثالثة...

البطلة أنس جابر في تصريحات صحفية وصّفت الأمر الذي حدث معها في مباراتها ضدّ الصينية  بالمخيّب للآمال حيث أعربت عن أسفها قائلة "لم أنجح في المرور إلى وضعية المحارب، وهذا أمر مخيب للآمال".

لكنّ المخيبّ للأمال فعلا هو كيف للاعبة في حجم البطلة أنس جابر أن ترتكب مثل هذه الهفوات البدائية الفادحة المتكرّرة، خاصة الأخطاء المباشرة والضياع الذهني الذي تهدي به الفوز السهل لمنافساتها اللواتي أغلبهنّ لا يصدّقن فوزهن على بطلة في حجم أنس جابر وهذا أمر بديهي في الحقيقة..

وهنا نسترجع جميعا الصدمة التي صُعقنا بها حينما لم تتمكّن من الفوز ببطولة ويمبلدون، تلك البطولة التي كانت ستكتب عن جدارة لأنس المقاتلة خاصة وأنّها تمكنت من هزيمة كُبريات بطلات لاعبات التنس مثل ريباكينا وسابالنكا وكفيتوفا، لنفاجئ بهزيمتها على يد المصنفة 42 عالميا التشيكية ماركيتا فوندروشوف وهي خسارة قاسية آلمت محبيها ومشجعيها في العالم أجمع خاصة وأنّها هزمت نفسها بنفسها وليس بسبب حنكة منافستها..

وهنا نتساءل عن سرّ انحدار مستوى بطلتنا أنس جابر في بعض المباريات بشكل لا يصدّق، والذي لا يليق بمستواها وبمسيرتها ولا نعلم هل أنّ طاقمها الفني الذي تم تعزيزه واعٍ بجدية بما يحدث لأنس وما مدى نجاعته في تدريبها من أجل صمود مستواها الذهني والبدني وأن تلبس "جبة" المحاربة من بداية المباراة إلى آخرها...

لكن بالرغم من كل هذا تظل البطلة أنس جابر نجمة في سماء التنس وأيقونة رياضية شرّفت كل التونسيين ورسمت ابتسامات فخر على وجوه كل مشجعيها، في انتظار أن تفتك السنة القادمة البطولات وتحقق حلمها وحلمنا بالتتويج ببطولة ويمبلدون نسخة 2024 وغيرها من كبريات البطولات وأن تظفر بالتصنيف الأول عالميا مثلما وعدت وتحلّق عاليا في سماء عالم الكرة الصفراء.

منــارة